بيـــــان سيــــاسى

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان رقم (1)

بيان سياسي صادر عن
المنظمة الوطنية لتحريرالأحواز (حزم)

يا جماهير شعبنا الأحوازي ومناضليه في الداخل وفي المنفى

يا جماهير أمتنا العربية والإسلامية المجيدة

يا كل الأحرار والشرفاء في العالم

أيها المخلصون لكل المبادئ الوطنية والقومية والإنسانية

في هذه الأيام حيث يتبارى الجميع في حومة النضال ضد الاستيطان والإذلال والسياسة العنصرية البغيضة واللئيمة التي تقودها الدولة الفارسية الأجنبية (إيران)، يهمنا نحن المناضلون الأحوازيون التقدم بالورقة التالية التي تلخص سنوات من العمل الكفاحي المشترك، وتكثف إستخلاصات سياسية جرى تمتين مرتكزاتها خطوة بعد أخرى في سياق الصبر المديد والطيب، كما نحاول في هذا الإطار التقدم برؤية فكرية وسياسية جديدة متقدمة على محتويات الميثاق الوطني الأحوازي السابق الذي انبثق بتاريخ 16/9/2008 بين مجموعة من الفصائل الوطنية الفاعلة والشخصيات الأحوازية المثقفة، إذ جرت حوارات مستمرة ودؤوبة من أجل التوصل إلى قناعات سياسية وأهداف وطنية مشتركة، وهو الأمر الذي تلخصه الورقة التالية، نأمل من الجميع التكاتف حول هذه الرؤية السياسية، وترسيخ هذه المحاولة الحثيثة وتصليب الجهود من قبل كل الأطراف الأحوازية في سبيل تمتين هذا البرنامج السياسي الوطني، والعمل المتراص من أجل فرض الهزيمة على منطق الفرس المحتلين العنصريين والطائفيين، واِنتزاع حقوق شعبنا السياسية الشاملة اِنتزاعاً من بين براثنهم التوسعية المجرمة، والخلاص من أنيابهم الحاقدة السامة.

إليكم ما جرى التوصل إليه من أفكار وسياسات وحوارات، جهد إخوانكم العاملون في سبيل المستقبل الأحوازي ومجتمعهم الموحد في العمل من أجلها بنكران ذات وحمية مقدامة، معتمدين على القدرة الجبـّارة لصاحب القوة والجبروت (ألله العزيز القدير)، ومن ثم الارتكاز إلى جهدكم السياسي الوطني والإنساني المشترك :

عقدت القوى الوطنية والقومية الأحوازية المنضوية تحت لواء "الميثاق الوطني الأحوازي" اجتماعات موسعة ومهمّة بتاريخ 8/11/2009، واِستمرت لعدة أيام، بحثت خلالها آخر تطورات الوضع السياسي المتفجِّر في الوطن والمجتمع وقضايا الوضع الداخلي الأحوازي، وخصص المجتمعون جلَّ اهتمامهم حول التطورات الخاصة المتمخضة عن الحوارات السياسية التي اتفقت عليها الفصائل والشخصيات الوطنية الأحوازية التي عملت منذ أكثر من عام ونصف العام تقريباً تحت إطار ما كان يسمي في حينه بـ"القوى الوطنية والقومية الأحوازية الموقعة على الميثاق الوطني "، والذي نتج عنه العمل التنسيقي والتشاوري والحواري المتواصل بين هذه المجاميع الوطنية والذي دام طوال هذه الفترة، أي منذ تاريخ (16/9/2008) ولغاية هذه الأيام، وما أفرزه من نضوج فكري وإدراك سياسي واستيعاب تلك الاستحقاقات الوطنية الناتجة عن ذلك التقارب لتوحيد الخطاب الفكري والعمل الكفاحي والسياسي فيما بين كل تلك المجاميع والأفراد بغية الاِلتزام بمحتوياتها والتبشير بمضمونها .

وقد أكدت هذه القوى السياسية العاملة في نطاق الميثاق الوطني الأحوازي على الاِستنتاجات السياسية التالية وذلك بتاريخ 22/11/2009:

أولا ً :

اِتفقت القوى السياسية والوطنية المنضوية تحت لواء الميثاق الوطني الأحوازي على أن يكون الاِسم الجديد - كإطار سياسي والذي يجمع هذه الفصائل والشخصيات الوطنية - مؤطراً بشكل تنظيمي تحت عنوان "المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز (حزم)"، وعليه فإنَّ المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز (حزم) هي انبثاق إطار تنظيمي وسياسي نجم عن عمل القوى الوطنية والقومية المنبثقة عن الميثاق الوطني الأحوازي، التي ناضلت جنبا إلى جنب طوال الفترات الماضية من أجل رسم الملامح السياسية الوطنية والتكوينية لكل العمل السياسي الأحوازي المخلص والأمين لدماء الشهداء، والمواصل لجهود المناضلين الأحوازيين في مختلف مواقعهم وشتى ساحات عملهم الكفاحي الدؤوب، وهي ليست تنظيما سياسيا أو فكريا جديدا يضاف إلى الساحة النضالية الأحوازية، وإنها تحترم كافة الخصوصيات التنظيمية على شرط الإيمان بالثوابت الوطنية الأحوازية والإيمان ببرنامجها السياسي.

ثانياً :

أدت هذه النقلة النوعية على صعيد العمل الحواري الأحوازي الوحدوي المشترك إلى تشكيل لجان وهيئات عمل واضحة المعالم داخل المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز (حزم)، وكانت قناعات سياسية وأهداف وطنية مشتركة، بالإضافة إلى قيادات ومسؤولين سيأخذون على عاتقهم واجب تحمل المسؤولية في تمثيل المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز (حزم) دولياً وعربياً وأحوازياً بما ينسجم وطموحات شعبنا السياسية والوطنية.

ثالثاً :

تؤكد "المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز(حزم)"على التمسك بحق المقاومة الوطنية والرفض الحازم والشامل لما يقوم به الاحتلال الفارسي الأجنبي فيما تسمى بإيران، من محاولات مستمرة لتنفيذ المجازر الاِستيطانية البشعة واِستشراء النزعات التفريسية المتفاقمة للأرض العربية الأحوازية، مترافقا مع سياسة الإجرام الفارسي العنصري البغيض عبر محاولات متواصلة لفرض الوقائع التي تنطلق من تفكير فارسي اِستراتيجي وعنصري على الأرض الأحوازية، والمحاولات الدؤوبة لتكريس الاِحتلال وسياسة فرض الأمر الواقع، سواء عبر مواصلة توسيع سياسة الاستيطان وبناء الجدُرُ العازلة في المناطق الأحوازية المختلفة، أو من خلال تنفيذ المشاريع السياسية الهادفة إلى جرّ مياه الأنهار الأحوازية إلى المناطق البعيدة عن قطرنا الأحوازي وبما يخدم المدن والقرى الفارسيّة، أو تلويث مياه الأنهار في محاولة لإلحاق الضرر بالمجتمع العربي الأحوازي وقتل الثروات الحيوانية والنباتية والعديد من مظاهر الحياة التي تنمو فيها، وبناء المفاعلات النووية بهدف تدمير البيئة وأهداف عسكرية لا تخدم السلم العالمي، وبناء السدود عليها للمساعدة في نقل تلك المياه إلى مناطق بعيدة عن قطرنا الأحوازي، أو تحريف مجاريها، الأمر الذي أدى إلى قطع أرزاق الآلاف من المواطنين الأحوازيين وإصابة آلاف الآخرين بمختلف الأمراض التي لم يشهدها القطر من قبل. وتأتي كل تلك الإجراءات الوحشية والظالمة في سياق حملة سياسية منظمة تحاول إنجاز مهمة الإبادة الجماعيّة والتطهير العرقي التي تشنـّها دولة الإحتلال الفارسي الأجنبي (إيران) على الشعب العربي الأحوازي.

رابعاً :

تؤكد "المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز (حزم)"على أهمية التمسك بالثوابت الوطنية الأحوازية ضمن نطاق مكافحة سياسة التنكيل بأبناء شعبنا وممارسة سياسات التطهير العرقي عبر ارتكاب سلطات الاِحتلال الفارسي، الجرائم اليوميّة، وشن حملات الاعتقال الواسعة النطاق في صفوف المواطنين الأحوازيين العزّل – إلاّ من الإرادة - وتعذيبهم حتى الموت، وكذلك حملات الإعدام المتكرّرة أمام مرأى ومسمع العالم أجمع، حيث لم يتم استنكار ما يجري في الأحواز دوليا وعربياً، وإمعان تنكر حكومة الاحتلال الفارسي لحقوق شعبنا على كافة الصعد. وبالتالي فإنَّ استمرار منظمتكم، المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز (حزم)، واستمرار الحركة الوطنية الأحوازية بشكل عام في نضالهم ضدّ الوجود الفارسي الأجنبي في الأحواز، يعدّ نضالاً مشروعاً كونه يعبّر وبوضوح عن رغبة الشعب العربي الأحوازي في حقه في تقرير المصير ونيل الحريّة وتحقيق هدف التحرير التام، والتي وصلت إلى درجة من العزم والتصميم تجلت في مظاهر سامية وماديّة وفعليّة لا يمكن تغييبها أو تجاهلها أبداً، وقد توّج هذا الرفض في انتفاضة شعبيّة عارمة غطت مفاعيلها السياسية والمطلبية الجذرية كافة أنحاء الأحواز في 15 نيسان 2005، وقدمت ومازالت تقدم على مذبحها الوضاء مئات الشهداء وألوف المعتقلين والمطاردين.

خامساً :

إن استمرار بقاء قضية الأحواز دون حلّ، يعدّ خرقاً واضحاً لميثاق الأمم المتحدة، ويعود السبب في ذلك إلى تنكر الدولة الفارسية المحتلة لكافة الحقوق الإنسانية والحريّات الأساسية لشعب الأحواز، وتعرّض هذا الشعب إلى معاملة تقوم على التمييز العنصري بسبب اِنتمائه القومي العربي، وتستند إلى فرض التفرقة العنصريّة بين شعبنا المستهدف من جهة، وبين الفرس المهاجرين والمستوطنين إلى القطر الأحوازي بعد احتلاله عام 1925ـ والذين يحصلون على مختلف أنواع الدعم والإسناد ـ من جهة أخرى، الأمر الذي يتعارض مع الاِلتزام القانوني الدولي الذي ترتبه المادتان (55 و56) من ميثاق الأمم المتحدة تجاه أية دولة محتلة لشعب آخر، والتي تأتي في مقدمتها الدولة الفارسية (إيران).

سادساً :

إننا نناشد كل الوطنيين الأحوازيين والمهتمين بشؤون مجتمعهم وطبيعة أرضهم القومية توجههم الجماعي نحو العمل التنسـيقي والمشترك الذي يعدّ المحتوى الفكري والسياسـي للنص المتقدم هذا، عبر جعله إطاراً عاماً ومتكاملاً وساعياً لتوحيد كل الجهود الإيجابية من أجل بناء مجتمع أحوازي موحّد يعمل على تحرير الأرض والإرادة من كل الضغوط الأجنبية. إذ أن أملنا في الأحوازيين وطيد ومراهنتنا على تفاعلكم مع هذا العمل شديد، وكل ذلك نابع من حرصنا الأكيد على الاِستجابة ليقينكم السياسي وتطلعكم الفكري وطموحكم الوطني والعروبي، لذلك فان هذه الاستجابة من قبلكم تعدّ مؤشراّ عملياً لموقف أحوازي وطني أصيل.

سابعاً :

يهم القوى الوطنية والقومية التي عملت على تشكيل البنية التنظيمية الأساسية والتي بادرت للإعلان عن انبثاق المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز (حزم)، أنْ تؤكد لكل أبناء شعبنا العربي الأحوازي بأن ذلك العمل والإعلان لا يعني بأي حال من الأحوال أنها القوى الوطنية الوحيدة في الساحة الأحوازية، بل أنَّ ذلك التشكيل السياسي والوطني هو وعاء وطني أحوازي يستوعب كل القوى التي ترى نـَفـَسها الكفاحي ينطلق من المعايير التي تجسد الثوابت الوطنية التي جاءت في الميثاق الوطني الأحوازي متجاوزين كل صفحات الماضي من أجل فتح صفحة جديدة، وعليه فإنَّ التأكيد موصول بحقيقة أنَّ الباب مفتوح للحوار مع كل القوى السياسية الوطنية الأحوازية التي تناضل من أجل وطن أحوازي موحد، وشعب يتطلع للعيش في مجتمع ديمقراطي تسوده سيادة الدستور في وطن حر، وتتساوى في ذلك وتتناغم كذلك كل المجاميع السياسية والأفراد الوطنيين من أجل تحقيق الهدف السياسي المشترك المتمثل بتقوية المنظمة وتعزيز توجهاتها السياسية وتمتين رؤاها الفكرية وتنسيق جهودها المرحلية واليومية من خلال العمل المشترك على ضوء الطموح السياسي المعلن في أفكار ومفاهيم هذا البيان التاريخي أولاً، مثلما يحدونا أمل العمل السياسي العربي والإقليمي والدولي على غرار تجارب عربية وعالمية كثيرة في العمل الوحدوي المشترك والفعـّال في مواجهة العدو الفارسي المحتل ثانياً .

ثامناً :

تتوجه "المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز (حزم)" إليكم يا جماهير شعبنا الأحوازي بالتحيات الغامرة العامرة بالمحبة المخلصة، كونكم تمدونها بالمعنويات الكبرى التي تتزود منها في رحلة الكفاح الوطني من أجل الأحواز والسعي الجاد والمخلص والدؤوب لنيل كافة حقوقه الوطنية والسياسية والاِجتماعية المسلوبة.

يدٌ بيد معاً وسويا على طريق الذات الاِجتماعية الجماعية والمشروع الوحدوي الأحوازي ضد الاِحتلال الفارسي البغيض من أجل مستقبل واعد يكون فيه كل الأحواز لكل الأحوازيين.

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار . . .

الحرية لأسرانا الأبطال . . .

وإنه لكفاح حتى التحرير. . .