غلاء المهور وارتفاع تكاليف الزواج :
التغالي في المهور ظاهرة عصرية خطيرة ينسبها بعض الناس إلى التضخم المالي الذي ساد بعض البلاد العربية والإسلامية .
فنرى كثير من أولياء الأمور يرفضون تزويج البنات أو من تحت ولايتهم إلا اذا دفع الزوج أكبر قدر من المال والمتاع ، طمعاً في عرض الحياة الدنيا أو التفاخر والظهور أمام الآخرين بمظاهر كلها إسراف وتبذير وكأن المرأة سلعة تباع وتشترى بالإضافة إلى أمر آخر هو شر من التغالي في المهور ألا وهو التنافس في الجهاز والأثاث وإقامة أفراح الزواج مما يثقل كاهل الزوج فينصرف عن التفكير في الزواج وتظل الفتاة تنتظر وتترقب حتى يوافق وليها لمن يدفع أكثر قدر ممكن من المهر والأثاث .
تلك هي الاعتبارات التجارية السائدة عند طائفة من الناس الجاهلين بأحكام الإسلام ولا زال يرزخ تحت ثقلها كثير من شبابنا وفتياتنا على حد سواء .
يقول الشيخ السيد سابق موضحاً " كثير من الناس جهل تعاليم الإسلام وحاد عنها . وتعلق بعادات الجاهلية من التغالي في المهور ورفض التزويج إلا اذا دفع الزوج قدراً كبيراً من المال يرهقه ويضايقه كأن المرأة سلعة يساول عليها ، ويتجر بها !
وقد أدى ذلك الى كثرة الشكوى وعانى الناس من أزمة الزواج التي أضرت بالرجال والنساء على السواء ، ونتج عنها كثير من الشرور والمفاسد ، وكسدت سوق الزواج وأصبح الحلال أصعب منالاً من الحرام !! .
لا شك أن كلا الأمرين ( عضل الأولياء وغلاء المهور أدى إلى نتائج سيئة وعواقب وخيمة . أشار إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله :
" إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه ، ألا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض "
لقد ظهرت الفتنة وانتشر الفساد ويمكن إجمال هذه النتائج العديدة في النقاط التالية :
1- كثرة الشكوى والمعاناة من قلة الزواج التي أضرت بالرجال والنساء على السواء .
2- انصراف الشباب عن الزواج إزاء تعنت الأهل وصعوبة الزواج وارتفاع تكاليفه .
3- كساد سوق الزواج لدرجة أن الحلال في بعض الأقطار الإسلامية صار أصعب منالاً من الحرام كما أصبح الحرام أيسر من الحلال.
4- العنوسة المزمنة المتمثلة في كثرة عدد العانسات في البيوت والأسر .
5- انتشار الفواحش والزنا والأمراض النفسية والعصبية والشذوذ الجنسي .
6- التمرد والعصيان والإنحلال الخلقي والاستهتار بالقيم والمبادئ والأخلاق .
7- تفكك الأسر وفساد المجتمع وقلة النسل .
وقد يفرط بعض الأولياء في حق المرأة فيهضمها حقها في الصداق فيسعى إلى إلغاء المهر بأن يزوج ابنته أو أخته لرجل يتزوج هو بابنته أو أخته.
وليس بينها مهر وهذا ما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ( نكاح الشغار ) .. فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الشغار والشغار أن يزوج الرجل ابنته على أن يزوجه الآخر ابنته ليس بينهما صداق .
يقول الشيخ العلامة ابن باز " رحمه الله تعالى " : ( وفي ذلك فساد كبير لأنه يفضي إلى إجبار النساء على نكاح من لا يرغبن فيه إيثاراً لمصلحة الأولياء على مصلحة النساء ، وذلك منكر وظلم للنساء .. ولأن ذلك أيضاً يقضي إلى حرمان النساء من مهور أمثالهن كما هو الواقع بين الناس المتعاطين لهذا العقد المنكر إلا من شاء الله )